-
إطلاق مبادرة "أمن اللغة، أمن العرب" لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في العالم العربي
-
المركز يكشف عن رؤيته المستقبلية لتعزيز البحث والدراسة في القضايا العربية الملحة
احتفل مركز الحبتور للأبحاث بمرور عام على تأسيسه، في حفل مميز أقيم بالعاصمة المصرية القاهرة، بحضور نخبة من رموز الفكر والثقافة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين وكبار الإعلاميين والخبراء المتخصصين من مصر والوطن العربي. يُعد المركز منبراً فكرياً وبحثياً ريادياً في تناول القضايا السياسية، الاقتصادية، والأمنية التي تواجه المنطقة.
شهد الحفل حضور سعادة خلف بن أحمد الحبتور، مؤسس المركز ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، الذي ألقى كلمة سلط فيها الضوء على أهمية الأبحاث في خدمة المجتمعات العربية. كما حضر الحفل السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والسفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق لجمهورية مصر العربية، والدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي المصري وعضو مجلس الأمناء،.
بدأ الحفل بعرض فيلم تسجيلي يستعرض أبرز إنجازات المركز خلال العام الأول، مسلطاً الضوء على دوره في دعم الأبحاث والدراسات ذات التأثير في المشهد العربي. أعقب الفيلم كلمة للدكتور مصطفى الفقي، الذي شكر الحضور، وأثنى على سعادة خلف الحبتور لدعمه المستمر لنشر المعرفة والفكر. وقال الفقي: "اختار الحبتور أن يوظف هذا المركز في خدمة اللغة العربية، وهي مبادرة كريمة تعبر عن هويتنا وعن لغتنا. فاللغة هي عماد القومية. عندما نتحدث عن القومية العربية، فهي ليست فقط وحدة الدين أو الثقافة العامة، بل وحدة اللغة. إن اللغة هي المعيار الذي يستند إليه الجميع. لدينا لغة ثرية قادرة على مواكبة العصور، ولهذا فإن الاهتمام باللغة العربية أمر أساسي لابد أن نعتني به".
أعقب ذلك كلمة سعادة خلف الحبتور، الذي أكد فيها أهمية مراكز البحوث في المنطقة وأهمية دعمها لتقديم حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة. وقال الحبتور: "فخور بعمل المركز بعد مرور عام، وقد اخترت مصر لتأسيسه لأنها منبع العلم والفكر، ولأننا من خلال هذا المركز نخدم عالمنا العربي". كما شدد الحبتور على ضرورة التحدث باللغة العربية، قائلاً: " علينا أن نبدأ بأنفسنا وعائلاتنا، لأن الحفاظ على لغتنا هو مسؤوليتنا جميعاً".
أعلنت بعد ذلك الدكتورة عزة هاشم، المدير البحثي للمركز، عن إطلاق مبادرة بعنوان "أمن اللغة، أمن العرب: مبادرة الحبتور للحفاظ على اللغة العربية". واستعرضت في كلمتها الوضع الراهن للغة العربية، وتطرقت إلى أسباب تراجعها في المجتمعات العربية وتأثير ذلك على الأمن القومي العربي.
أقيمت جلسة نقاشية موسّعة أدارها الدكتور عيسى بستكي، رئيس جامعة دبي وعضو مجلس أمناء المركز، بمشاركة نخبة من المتخصصين الذين استعرضوا أبعاد قضية تراجع اللغة العربية وتأثيراتها على مختلف المجالات:
-
الأستاذ كرم جبر، رئيس المجلس الأعلي للإعلام: تناول التداعيات السياسية والإعلامية الناتجة عن تراجع اللغة العربية.
-
الدكتور حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري الأسبق، تطرق إلى تأثير التراجع الثقافي على الهوية العربية ودور المؤسسات الثقافية في تعزيز اللغة.
-
الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان، استعرضت سبل مواجهة التحديات ورسم استراتيجيات للنهوض باللغة العربية.
ركزت الجلسة على الآثار السياسية والأمنية المرتبطة بتراجع للغة العربية في المجتمعات العربية، وتطرقت إلى دور الإعلام والثقافة في مواجهة هذا التحدي بما يضمن استعادة اللغة مكانتها كعنصر أساسي في الحفاظ على الهوية العربية.
وفي ختام الجلسة، تم فتح باب النقاش للحضور ووسائل الإعلام، حيث قُدّمت تساؤلات ومداخلات أثرت النقاش حول المبادرة وأهميتها في سياق التحديات التي تواجه المجتمعات العربية. وألقى السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، مداخلة مهمة، أشاد فيها بمبادرة الحبتور وأهمية الموضوع المطروح للنقاش. وقال موسى: "أهنئ خلف الحبتور على هذه المبادرة المهمة، وأوجه التحية لمركز الأبحاث على إثارته لهذا الموضوع الحيوي بالنسبة للعالم العربي. لقد استمعت باهتمام لكل المشاركين اليوم، ولكل منهم إسهام مهم في معالجة جوانب مختلفة من قضية اللغة العربية وتهديداتها".
وأضاف موسى: "أود أن أثير بعض النقاط التي قد تكمل النقاش. أولاً، التهديدات التي تواجه اللغة العربية ليست محصورة فقط في قضية الوجود أو الزوال، بل تتعلق أيضاً بالجودة. هناك ظاهرة خطيرة تتعلق بركاكة اللغة العربية وتشويهها، إذ أصبحنا نرى أخطاء لغوية متكررة في الخطب الرسمية، البيانات، وحتى في أعمدة الصحف. للأسف، بات من الصعب العثور على مقال أو منشور يخلو من الأخطاء".
وأكد موسى على أهمية إضافة موضوع الركاكة والتشويه اللغوي إلى مسارات البحث، مشيراً إلى أن هذه الأخطاء تسهم في تآكل اللغة وتشويهها. وتابع قائلاً: "يجب أن نتعامل مع هذه القضية بجدية، فالجودة في استخدام اللغة هي جزء من الحفاظ على هويتنا اللغوية".
كما تطرق إلى صعوبة اللغة العربية بالنسبة للأجيال الجديدة، داعياً إلى تبسيطها بما يُسهم في تعزيز استخدامها بشكل سلس بين الشباب: "يجب أن نسهل اللغة بحيث يُقبل عليها الجيل الصاعد بترحيب وتفهم، بدلاً من النفور منها".
واختتم موسى مداخلته بالتنبيه إلى ضرورة التعامل مع العولمة كعامل مؤثر في قضية اللغة العربية: "علينا أن نتعامل مع العولمة كواقع وليس كتهديد، وبدلاً من الخوف منها، يجب أن نبحث عن سبل للتكيف معها بما يحفظ لغتنا وهويتنا".
على هامش الحفل، صرّح إسلام كمال غنيم، الرئيس التنفيذي للمركز، قائلاً: “نحن فخورون بما حققناه خلال العام الأول، ونسعى لمواصلة مسيرتنا من خلال مبادرات نوعية تسهم في مواجهة القضايا الملحّة في عالمنا العربي، وفي مقدمتها قضايا اللغة والثقافة".